كيف حقق مدير أوراكل ٤٠ مليون دولار في يومين؟ وما الذي نتعلمه من ذلك؟

كيف حقق مدير أوراكل ٤٠ مليون دولار في يومين؟ كيف حقق لاري إليسون هذا الربح الهائل في أقل من 48 ساعة؟

كيف حقق مدير أوراكل ٤٠ مليون دولار في يومين؟

🔍 من هو لاري إليسون؟

لورانس جوزيف إليسون، المعروف باسم "لاري إليسون"، هو أحد أبرز رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا ومؤسس شركة أوراكل العملاقة. وُلد إليسون في عام 1944 وتربى في حي متواضع بمدينة شيكاغو. لم يكمل دراسته الجامعية، لكنه كان مولعًا بالبرمجة والحوسبة، وبدأ رحلته في صناعة التكنولوجيا من الصفر.

في عام 1977، أسس شركة أوراكل، والتي تحولت لاحقًا إلى واحدة من أكبر شركات قواعد البيانات والبرمجيات المؤسسية في العالم. يشتهر إليسون برؤيته الثاقبة واستثماراته الذكية، ويُعتبر اليوم من أغنى رجال الأعمال على مستوى العالم، وقد احتل في أوقات مختلفة مراكز متقدمة ضمن قائمة فوربس للمليارديرات.

إلى جانب عمله في أوراكل، يملك إليسون حصة كبيرة في شركة تسلا، وقد استثمر في عدة قطاعات منها العقارات والطب الحيوي. كما يمتلك جزيرة "لاناي" في هاواي، مما يعكس تنوع اهتماماته واستثماراته.

📈 ما الذي حدث؟ وكيف تضاعفت ثروته؟

خلال يومين فقط من شهر يونيو 2025، ارتفع سهم شركة أوراكل بنسبة تقارب 13% بعد إعلان الشركة عن نتائج فصلية قوية تجاوزت توقعات السوق. هذا الارتفاع الحاد في القيمة السوقية انعكس بشكل مباشر على ثروة لاري إليسون الذي يمتلك حصة ضخمة في الشركة، ليحقق ربحًا يتجاوز 40 مليون دولار.

قبل هذا الارتفاع، كان السهم يتداول عند سعر يقارب 120 دولارًا، لكنه قفز ليصل إلى 136 دولارًا. ومع امتلاك إليسون ما يزيد عن 1.1 مليار سهم في أوراكل (بحكم كونه المؤسس والمساهم الأكبر)، فإن أي حركة في سعر السهم تؤثر بشكل كبير على ثروته.

وفقًا لبيانات فوربس، هذا الصعود السريع جعل إليسون يقترب من أن يكون ثاني أغنى رجل في العالم، متفوقًا على عدد من الأسماء البارزة مثل جيف بيزوس وبرنارد أرنو.

📚 ما الذي يمكن أن نتعلمه من ذلك؟

من هو مدير أوراكل؟

لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة أوراكل (Oracle) والمدير التنفيذي السابق، يُعد من أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا والأعمال. رغم أنه لم يعد يشغل منصب المدير التنفيذي منذ عام 2014، إلا أنه لا يزال يشغل دورًا محوريًا كرئيس مجلس الإدارة وكـ "كبير مسؤولي التكنولوجيا" في الشركة. اسمه ارتبط بشكل وثيق بكل خطوة تطور في أوراكل منذ تأسيسها، ويُعتبر من بين أغنى الشخصيات في العالم بثروة تُقدّر بعشرات المليارات من الدولارات.

وُلد إليسون في مدينة نيويورك عام 1944، وتربّى في شيكاغو على يد خالته وخاله بعد أن تخلّت والدته عنه في سن صغيرة. لم يكمل تعليمه الجامعي، حيث درس في جامعتي إلينوي وشيكاغو دون أن يتخرج. ورغم ذلك، فقد بدأ حياته المهنية في مجال البرمجة واشتغل في عدة شركات تقنية قبل أن يؤسس أوراكل عام 1977.

النجاح لم يكن فوريًا. في البداية، ركّزت الشركة على تطوير قواعد البيانات التجارية، وفي وقت قصير، تحوّلت Oracle إلى واحدة من الشركات الرائدة في مجال أنظمة إدارة قواعد البيانات على مستوى العالم. تميز إليسون بشخصية جريئة لا تخشى المخاطرة، وقد أدار الشركة بأسلوب هجومي في الاستحواذ على الشركات الأخرى ودخول أسواق جديدة.

في العقدين الأخيرين، لم يقتصر دور إليسون على مجرد قيادة الشركة، بل أصبح رمزًا للذكاء الاستثماري والبصيرة التجارية. امتلك نسبة كبيرة من أسهم الشركة، وهو ما جعله يحقق أرباحًا ضخمة مع كل قفزة في سعر السهم، كما حدث مؤخرًا عندما ارتفعت القيمة السوقية للشركة بشكل كبير بعد الإعلان عن توسعات في مجال الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى زيادة صافي ثروته بعشرات الملايين خلال يومين فقط.

كيف حقق هذا الرقم الضخم في 48 ساعة؟

تحقيق 40 مليون دولار خلال يومين ليس بالأمر العشوائي أو المرتبط بالحظ فقط، بل هو نتيجة مباشرة لاستراتيجية استثمارية محكمة، تجمع بين الملكية الذكية للأسهم، وفهم ديناميكية السوق، والتوقيت المثالي للتوسع التكنولوجي.

في يونيو 2025، ارتفعت أسهم شركة Oracle بنسبة كبيرة تجاوزت 13% خلال يومين فقط، لتصل قيمتها السوقية إلى أكثر من 430 مليار دولار. هذه القفزة كانت مدفوعة بالإعلان عن نتائج مالية إيجابية وتوسع كبير في مشاريع الشركة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، خاصة في البنية التحتية السحابية (Cloud Infrastructure). المستثمرون رأوا أن Oracle بدأت تقترب من منافسة لاعبين كبار مثل Amazon Web Services وMicrosoft Azure.

لاري إليسون، الذي يمتلك أكثر من 40% من أسهم الشركة، استفاد مباشرة من هذا الارتفاع. فكل دولار زيادة في قيمة السهم، يضيف له ملايين من الأرباح الصافية. بحسب التقديرات، فإن ارتفاع السهم في فترة اليومين تلك أضاف إلى ثروته ما يقارب 40 مليون دولار، وهو رقم ضخم يتحقق دون بيع أي سهم أو تنفيذ أي عملية تجارية مباشرة — فقط من خلال ارتفاع قيمة الأصول.

لكن القصة أعمق من مجرد "امتلاك أسهم". لاري إليسون بنى هذا المركز المالي القوي عبر سنوات من الاستثمار الذكي في شركته الخاصة. لم يقم بتسييل معظم حصته، بل أبقاها واستمر في تعزيز قيمتها عن طريق قرارات إدارية جريئة مثل:

  • التحول السريع إلى الخدمات السحابية رغم المقاومة الداخلية.
  • الاستحواذ على شركات ذكاء صناعي وتحليلات بيانات.
  • الاستثمار في مراكز البيانات العملاقة عالميًا.

وبجانب ذلك، فإن Oracle أصبحت حديث المستثمرين بسبب تبنيها الواضح لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما جعلها ضمن توجه السوق الحالي، وهو أحد أهم محركات النمو في شركات التكنولوجيا مؤخرًا.

الأرباح التي حققها إليسون ليست مجرد رقم مالي، بل هي تعبير عن قوة القيادة ورؤية طويلة الأمد. فالمستثمر الذكي لا ينتظر السوق ليفاجئه، بل يجهز نفسه منذ سنوات ليكون في موقع الاستفادة عندما تتحرك العجلة.

وفي النهاية، القصة تعلّمنا أن الثروة لا تُبنى بالصدفة، بل بالتراكم والتخطيط، والاستثمار فيما تؤمن به — وهو ما فعله إليسون تمامًا مع Oracle.

*

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم